الأسلوب التأثيرى " الانطباعى " Impressionism Style :
هو الأسلوب الإنطباعى الذى تقع عليه عين الفنان لأول وهله دون محاولات للتحسين أو الانتقاء بل يصور ماتراه عيناه ، ويهتم الفنان بالإضاءة والألوان بصورة أكبر وقد اعتبر هذا المذهب المنظر الطبيعى الواقعى عبارة عن مجموعة من الخطوط والمساحات فى الألوان المحددة ، فكان للعوامل الطبيعية والإكتشافات العلمية والضوء دور " بارز " فى إنجاح هذه الحركة ويعد هذا الأسلوب أول المذاهب الفنية التى حررت الرؤية الفنية للطبيعة بعد نظرية " نيوتين Neuton " ( 1642- 1727 ) الخاصة بالضوء كما عمل " سيزان Cezanne ( 1839- 1906) رائد هذا الإتجاه فى محاولة إتفاق الشكل مع المضمون فى إطار اللوحة مع الاحتفاظ بشخصية المدرسة التى يتبعها وأهدافها .
وقد تفوق الفن التشكيلى على موضوعاته التقليدية التى كانت تخدم الكنيسة ورسالتها وبدأ الاهتمام بالموضوعات المستمدة من الحياة اليومية كما خرج الإنتاج الفنى من الإستديوهات إلى الخلاء والمزارع ومن الضوء الصناعى إلى ضوء الشمس وتحررت اللوحة من الألوان الأكاديمية إلى الألوان الأصلية بنصاعتها كما برزت فى ظل الإتجاه التأثيرى أنواع كثيرة من التقنيات المتنوعة التى مهدت لمزيد من التحرر فى المعالجات التنقية للعمل الفنى .
ومهدت الحركة التأثيرية بتنوع اعمالها وتفرد فنانيها إلى النزوع الى عدة اتجاهات مثل الاهتمام بالبناء المعمارى للتكوين فى العمل الفنى والتصميمات الزخرفية والجدارية وتأكيد مقوماته الهندسية وقد مهد لذلك سيزان Cezanne وفان جوخ Van Gogh وجورج سوراه Seurat ( 1859 – 1891) كما مهد لتأكيد الجوانب التعبيرية فى العمل تولوز لوتريك Loutrec ( 1864- 1901 ) وأدجار ديجا Degas وإدوارد مانـيـه Manet ( 1832- 1883 ) إلى جانب معايشة الجوانب البدائية التى مهد لها بول جوجان Gaugan ( 1848- 1903) .
وكان للتأثيرية نصيب من تأثر الفنانين المصريين الذين قدموا أعمالا مطبوعة متمثلة فى أعمال الكثير منهم مثل منحه الله حلمى التى اتجهت من خلالها إلى اقتفاء أثر الرسوم والمناظر الطبيعية للحسين فوزى وعبد الله جوهر متأثرين فى ذلك بأسلوب الفرنسى كاميل بيساور وأعمال سيزان متخذين من الخط الأسود المميز للحفر او التصميم الجرافيكي وسيلة لدراسة العناصر العضوية فى الطبيعة من أشكال آدمية ومفردات فنية متنوعة من أشجار ونباتات .
الأسلوب التجريدى abstraction style :
من خلال الأسلوب التجريدى يصوغ الفنان عناصره المتنوعة متجنبا جميع عناصر المحاكاه ويثير استجابات جمالية للعناصر بعلاقاتها الشكلية البحتة بين المساحات والخطوط والألوان بأنواعها ، وليست العبرة فى التجريد بالمدلول الظاهر إنما بجوهر العلاقات بين العناصر وتأصيلها وإحكامها ، ولايهم إذا اكتست بأثواب تقربها من منطق الواقع أو ابتعدت كليه عنه وظهرت كعلاقات محكمة لها مدلولات بصرية ، حيث يبدأ الفنان / المصمم بالأصل الطبيعى ويراه من زاوية قد تكون هندسية ويأخذ فى تحليلها حتى تفقد هذه الأشكال الهندسية صلتها بالأصل الطبيعى وتتحول إلى مجرد مثلثات ومربعات ودوائر وأقواس محملة بملامس مختلفة تنبىء عن مميزات وصفات لتلك الأسطح التى جردت من الأصل الطبيعى .
لذا فالتجريد أسلوب ينشأ من خلاصة التجربة التشكيلية التى مر بها الفنان /المصمم سواء كان خاصا بالتجريدية الطبيعية abst-Nataralism أم التجريدية السوبرماتية Abst – Supermatism التى نادت بالحرية مع رفض الشكل البصرى التى تزعمها كازمير ماليفتش. Malevich ( 1878 – 1935 ) أو التجريدية الحركية movementism ِِِِ abst – التى تبحث فى معادل تزامنى للشكل والحركة وتزعمها الكسندر كالدر Acalder ( 1898- 1976 ) وجين بازين Bazaine وهانزهارتنج Hartung أو التجريدية الانتقائية Abst – purism المستوحاة من التكعيبية والتى تبحث فى معادل غير متغير فى الفن ونجدها فى أعمال لوكوربوزيه Le Corbysier ( 1887- 1965 ) وإميدى أوزنفاتO zenfant ( 1886 – 1966 ) أو التجريدية الهندسية Geamotirism – Abst التى إعتمدت تكويناتها على المنظومات الهندسية فى أداء فنى رياضى وظهرت فى أعمال موندريان Mondrian. ( 1872 – 1944 ) وتيوفان دبوسبرج ( 1883 – 1931 ) وقاده الباوهاوس ومنهم ماهولى ناجى Maholy Nagy ( 1895 – 1946 ) وإدوارد بالونزى Balonzi ونعوم جابو N . Gabo ( 1890- 1977 ) وغيرهم، فنلحظ فى أعمال جوزيف ألبرز حيث هناك تصميم هندسى خطى فى إطار من الهندسية لإبراز العمق فى العمل الفنى ومربع هندسى صندوقى الشكل يوضح الفنان من خلاله الأضلاع والابعاد المختلفة عن طريق العلاقات الخطية ذات السمك المتقارب ، وأيضا التجريدية البصرية التى اعتمدت على الخداع البصرى لتكرار الأشكال واهم فنانيها فيكتور فازاريللى vasarelly ( 1908 ) أو التجريدية العضوية Membershipism التى استقمت مادتها الفنية من الخواص المتحركة للعناصر العضوية وأهم فنانيها هنرى مور H . More فى رسومه وأعماله النحتية .