التصميم كعلم له جوانبه التشكيلية والوظيفية ، ولقد اتخذ شكلا ومضمونا جديدا يعبر عن روح العصر الحديث من خلال استخدام كل جديد من معطيات التطور العلمى والتكنولوجى ،لذا فان التصميم هو نشاط إبداعي يتضمن معطيات مبتكرة فى مجالات الاحتياجات الإنسانية ، والتى قد تكون جمالية أو وظيفية ، وهذا النشاط الابداعى عبارة عن مجموعة من المهارات العقلية ( كالتفكير ) تصحبها حساسية عالية من شأنها أن تسهم فى تهيئة مناخ مناسب لتخيل أو تصور الشكل المبتكر .
ويخضع بناء الشكل لعمليات من التفكير الذهنى والبصرى لتنظيم مفرداته من خطوط ومساحات وألوان وفراغات بشكل يصنع نسقا مرئيا ، فى ضوء القواعد المتعارف عليها فى بناء العمل الفنى والمتمثلة فى الايقاع والاتزان و الوحدة ، ووفقا لأسس ومقومات خاصة يخرج هذا الشكل فى هيئة من التنظيم الجمالى .
1- مراحل التفكير
ويعتمد التصميم على مرحلتين من التفكير هما :
أ- التفكير الذهنى ( العقـلى)
التفكير الذهنى هو أول مراحل التصميم باعتباره الموجه والدافع للعملية التصميمية فيسأل المصمم لماذا أصمم ؟ وماذا أصمم ؟ وكيف أصمم ؟ ولمن أصمم ؟ وما هى الخامات التى سوف استخدمها ؟ وما هى الحاجة التى أرغب فى تطويع التصميم من اجلها ؟ أى أن التصميم يعتمد على التفكير الذهنى فى البداية وعلى النظريات التى تساعد فى بناء الفكر التصميمى ، ويمثل هذا التفكير الدراسات المعرفية المسبقة للتصميم لتحديد الهدف واختيار العناصر ، ووضع تصور للفكرة الأساسية للتصميم .
" وغالبا ما تكون الفكرة الأساسية للتصميم كلية تتضمن إدراكا مبدئيا للشكل وكيفيات ارتباطه بالوظيفة ، والفكرة لا تنشأ بدون اعتبارات للخامة والأدوات التى يمكن اتاحتها لتحقيق المنتج التصميمى ،وتحمل فى باطنها مسبقا تصورا جماليا لما سيكون عليه التصميم بعد انتهاءه ، وبطريقة تقريبية تتفاوت فى تقديرها من مصمم لآخر ومن مجال تصميمى لآخر ". ( )
والتفكير من خلال الإدراك الحسى للأشياء يتضمن أيضاً التعلم ، بمعنى أن التفكير من جهة يعتمد على خبراتنا السابقة ، كما يعتمد على تنظيم تلك الخبرات بطرق جديدة بحيث نتعلم من ذلك أشياء جديدة قد تؤدى الى تعلم معلومات جديدة .
والتفكير ( الإبداعى )عبارة عن نشاط عقلى يتميز بالبحث والإنطلاق بحرية فى اتجاهات متعددة ، وكل نشاط عقلى ابتكارى يقف على العكس من النقل والتقليد ، ويرى الباحث أن عدم إلمام الطلاب بقدر كاف حول طرق التفكير فى تنفيذ التصميم من أسباب نمطية الصياغات التصميمية التى ينفذونها .
والتفكــير الإبداعى كما وصفة علماء الجشتالت ." اعادة بناء للموقف المشكل ( المشكلة ) والذى يحدد اتجاه عملية البناء ، أى أن التفكير الأصيل ينزع الى القيام بعمليات تنظيم واعادة تنظيم المجــال الإدراكى أكثر من كونه انعكاس للخبرة السابقة فقط ".( )
" واذا كان علماء الجشتالت وخاصة (كوفكا ) يستخدمون مفهوم الفجوة (Gap ) ويقصد بها مجموعة الشروط التى تؤدى الى بدء النشاط سعياً للوصول للإغلاق ، حيث غياب شىء ( معلومات أو دليل )يؤدى وجودة الى أن يصبح الإنسان فى حالة أفضل حيث الإعداد والتجهيز " ( ) ، وذلك للخروج بالتفكير نحو وجهة نظر الباحث حول تنمية قدرات الطلاب الفكرية والمهارية بما يحقق الدافعية المنتجة للعملية الإبداعية والتعليمية فى آن واحد .