التصميم التشكيلى بمفهومه العام معنى اوسع واشمل من مدلول الكلمة ( تصميم ) بمعنى تعدد مفاهيمه تبعاً للغرض المراد من أجله ، وبالرغم من تعدد تلك المفاهيم لكنها جميعا تدور حول تلك العملية التى تتميز بالنشاط الابتكارى والإبداعى والتى تشمل استخدام الخيال فى التخطيط من اجل الوصول إلى هدف محدد مسبقا .
والمدلول اللغوى لكلمة تصميم هو الإصرار على الشئ ، فالمصمم هو الذى يمضى فى الأمر بعزيمة ثابتة ، أما فى الفن فتعنى ما هو ابعد من ذلك ، فقد كانت تستخدم فى بداية الأمر لتعنى استخدام القلم فى إنتاج رسوم توضيحية لكيفية انتاج شئ معين أو لتوضيح مظهر هذا الشئ ، ثم تطورت المفاهيم والدلالات الخاصة بذلك المصطلح وأصبحت تشتمل على مزيج من فكر وفن وفلسفة وتخطيط وعلم وتكنولوجياوما تحويه من وسائط ووسائل وتقنيات أيضاً ، فالعملية التصميمية تبنى على عدة مراحل متتالية ومتراكبة من تفكيرمتعدد ، فدراسات مستفيضة ، فاستخلاص للحلول والنتائج الممكنة، فالتخطيط ، فالتنفيذ بما يضمن التحول من التفكير الذهنى الى الوجود المادى للفكرة ، ثم الوصول إلى منتج نهائى ذا سمات ابداعية ، لذلك أصبح من المتعذر وضع مدلول محدد لها ، إذ تأتى بالجديد كل يوم .
ومحاولة وضع تعريف لمفهوم التصميم التشكيلى تعددت وتنوعت من حيث التناول والطرح على المستويين النظرى والعملى ، مع ملاحظة ان تلك المحاولات تم تناولها من زوايا مختلفة وذلك لتعدد اتجاهات استخدام التصميم فى النواحى الجمالية والتطبيقية وارتباطه بالعديد من المجالات الفنية و الهندسية وحتى التكنولوجية ، لذا سوف يستعرض الكاتب العديد من التعريفات الخاصة بمجال التصميم التشكيلى والتى يمكن ان نستخلص منها مفهوما يوضح لنا ماهيته .
فيعرفه هربرت ريد بأنه ( عملية تنشأ فى العقل وتوجهها إرادة الفرد إلى الظهور فى الأشكال المادية ولا تتوافر هذه القدرة على ذلك النوع من النشاط العقلى إلا لدى أفراد معينين ) وفى هذا التعريف يربط هربرت ريد بين ابداع التصميم وبين النشاط العقلى الإبداعى .
كما أنها تشير إلى التكوين الكلى للعمل الفنى ، وسواء استخدمنا كلمة تصميم لنشرح الزخرفة المنفذة على الأوانى الفخارية من العصور القديمة أو التخطيط البنائى المعقد فى العصر الحديث ، فإننا نتحدث عن نفس احتياجات الإنسان من أجل البحث عن نظام وبناء مرئى وإشباع حاجاته النفعية والجمالية فى ذات الوقت وتحقيقا لرغبته الذاتية فى ايجاد أشياء جمالية ، وبذلك يجمع التصميم فى مفهومة ومعناه بين البساطة المتناهية للأشكال والعناصر التى قد ترتبط بدلالات رمزية او دينية وبين شدة التعقيد.
بينما يذهب فتح الباب عبد الحليم الى أن التصميم هو الابتكار التشكيلى أو ايجاد أشياء جميلة ممتعة بما فى ذلك التصميم المستخدم فى إنتاج الحرف اليدوية ، وبذلك يصبح عملية كاملة لتخطيط شكل شيء ما و إنشائه بطريقة ترضى المشاهد من الناحية الوظيفية وتجلب السرور إلى نفسه أيضاً وهذا إشباع لحاجة الإنسان نفعياً وجمالياً فى وقت واحد ، وبذلك تصبح عملية التصميم جمعا بين تحقيق المتطلبات الوظيفية للأشياء وبين المتعة الجمالية والسرور النفسى .