الأسلوب الرومانسى أو الخيالى Romanticism Style :
يعتمد هذا الأسلوب على استخدام الفنان للأصل الطبيعى ليبنى عليه عالما خياليا أو رومانسيا ويركز على الدوافع والخيال والبديهة المباشرة فى العمل الذى ينتجه الفنان ، وفى عملية الإبداع ذاتها وهو أسلوب يرتبط بتهيئة الأجواء الشاعرية على الموضوعات المستوحاة من الطبيعة ومن الأحداث اليومية .
ويهدف الأسلوب الرومانسى إلى التأكيد على التعبير النفسى والعاطفى ، فظهر بهدف التخلص من المبادىء والقواعد الكلاسيكية التى كانت تسيطر على مفاهيم الفن فى ذلك العصر كما يهدف إلى إطلاق إرادة الفنان بعيدا عن القاعدة والنشاط الذهنى ووجهة ذلك الفن مرتبطة دائما بتهيئة الأجواء الشاعرية على الموضوعات المأخوذة عن الطبيعة ومن الأحداث اليومية ، فجاء هذا الاتجاه فى إحياء الزمن القديم والروح الإنسانية الطاهرة مما ساعد على إيجاد الخطوط المنحنية والأشكال اللينة والتكوين المتحرك النامى وتدفق المشاعر فى التعبير عن انفعالات الفنان وعواطفه الوجدانية .
وقد جاءت أعمال أصحاب هذا المذهب سعيا لإعادة الحيوية والتلقائية إلى التكوينات وتميزت بالحرارة الشديدة ورغبة منهم فى إطلاق العنان لرغباتهم الخلاقة ومن رواد هذا الاتجاه تيودر جيركو Gericout ( 1791- 1824 ) و أوجين ديلاكروا delacroix ( 1798- 1863 ) وتمثل فى أعمال جون كونستابل Constable ( 1776 – 1836 ) وجوزيف تيرنر Turner ( 1775 – 1851) وتيورد روسو Rousseu ( 1812- 1867) وكاميل كورو Coro ( 1796- 1875) كما تأثر به الشاعر والمصور والحفار وليم بليك Blake ( 1757- 1827) الذى استهوته ملاحم الشاعر " دانتى بوب " ويبدو ذلك فى لوحته " الكوميديا الألهية " التى نفذهـا عام 1827 م .
كما بدت النزعة الحرة فى بناء التكوينات جلية فى أعمال الفنان الأسبانى " فرانشيسكوا جويا Gaya ( 1746- 1828 ) وهى التى كان أساسها التحليل العميق للطبيعة البشرية وتميزت أعماله المنفذة بطريقة الحفر على المعدن بالديناميكية والمبالغة العنيفة ويبدو ذلك من خلال الأماكن المظلمة التى قام بتظليلها بخطوط متوازية أو مستقيمة أو منحنية واتبع هذا الأسلوب فنانو " فينسيا " فى القرن السابع عشر أمثال : أنطونيو كانيلتو Canaletto وتيبولو Tiepplo .
الأسلوب التعبيرى Expressionism Style :
وفيه يعمل الفنان كما هو معروف على إيجاد نظير تشكيلى لأحاسيسه الداخلية سواء الشعورية أو اللاشعورية ولاستجاباته لمدرك معين ، فهو يترجم الموضوع الذى يعمل فيه إلى صفات حسية لها وظيفة المحاكاة فى الشكل ويتجه من خلال عمله إلى إثارة الأحاسيس لدى المشاهد من خلال وجهة نظر خاصة بالفنان ، فالتحفظ فى استخدام " ماكس بيكمان " للخطوط فى لوحته المسماة " الحديقة " ادى الى سلاسة الخط وقوته فى التعبير عن الموضوع الفنى والتعبير عن أحاسيسه الفنية تجاه موضوعه ، وفى لوحته " مارينو مارينى " او حصان رونالد يركز الفنان على القوة التعبيرية للخطوط فى التكوين الفنى بينما نلاحظ العنف فى لوحة "جويا " الأمثال والرومانسية الحالمة والنعومة فى عمل " إدوارد مونش " مادونا والصلابة فى عمله " الصرخة " وجرأة الخط عند إميل نولده فى عمله " مركب صيد " وكان لاتجاه " عبد الله جوهر " أحد رواد هذا الفن من خلال مذهب التعبيرية للتعبير عن القضايا الوطنية فى نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات وكان لجهود العديد من الفنانون المصريين فى الاتجاه نحو العمل من خلال وجهة نظر المذاهب الفنية الحديثة ورعايتهم لها الفضل فى انتشار العديد من التأثيرات المأخوذة عن الأساليب التعبيرية التى اجتذبت عددا كبيرا من الفنانين المصريين .