أن الأسلوب له نطاق إجتماعى من حيث حدوث التغير والاختلاف فى واحد أو أكثر من الجماعات أو الطبقات السياسية أو الإجتماعية أو العرقية أو الدينية .. إلخ ، وله نطاق جغرافى من حيث الأماكن التى يضع أو يظهر فيها الأسلوب ويستخدم ، فبعض الأساليب محلى يقتصر على بيئة الفنان وبعضها ينتشر فى دول أو قارات بأكملها مثلا ، وله نطاق زمنى فبعض الأساليب قصيرة العمر كالمستقبلية Futurism كحركة فنية وبعضها يدوم قرونا مثل العمارة الدورية Doric Architecture ، ففى القرن العشرين أصبح الإهتمام بالأساليب وبخاصة الفنية منها شديدا إلى درجة محاولة تسمية الأساليب المعاصرة وتصنيفها بالتفصيل فى مراحلها التجريبية الأولى ونتوقع فى شغف ما يحدث فى الأسلوب من تغيرات فى المستقبل ، وعملية الجمع بين أسلوبين أو أكثر فى العمل الفنى نفسه ليس بالشىء الغير متعارف عليه ، بل هو شائع فى أعمال الفن الحديث والمعاصر .
وعند إقدام الفنان / المصمم على إنجاز عمله الفنى لابد له من فهم القواعد والأشكال والأساليب و التقنيات التى يستطيع من خلالها أن يسيطر على خامته وإخضاعها لإرادته ، فعمله الفنى هو نتيجة حتمية لخبراته وتجاربه حيث إن الفنان الناجح هو الذى يحول المشاعر والأفكار إلى موضوعات لأعماله الفنية ولابد له عند الإقدام على عمله من مراعاة الأتى :
1- الترابط بين عناصر ومفردات العمل الفنى بحيث لايبدو مفككا او تظهر عناصره ممزقة ومتناثرة .
2- مراعاه الإنسجام والتداخل بين خلفية التصميم / اللوحة وأشكالها .
3- تنسيق العناصر ومراعاة وحدة الأسلوب فى التشكيل .
هذا ويختلف الأسلوب من فنان لآخر فى المدرسة الواحدة أو الإتجاه الفنى الواحد ، فالأسلوب لايكتسب بالتعليم بقدر ماهو تطور لأداء العمل على مر السنين لاكتمال نضوجه ، وهنا نذكر أهم الأساليب المستخدمة فى صياغة وتشكيل التكوين الفنى بشكل عام والتصميم التشكيلى (اللوحات الزخرفية والجدارية ) بوجه خاص ومنها :
الأسلوب الواقعى أو الطبيعى Classicism Style :
وهو أسلوب معروف بأن يعمل الفنان من خلاله جاهدا على نقل مايراه نقلا أمينا ، وهو فى هذه الحالة لايعتمد على فلسفة معينة ويتوقف تقييم عمله على مدى قدرته فى النقل إلا من الطبيعة وفى اختيارة لزاوية الموضوع الذى يتناوله وهو يركز على العقل والنظام فيما يعبر عنه وفى الطريقة التى يعمل بها الفنان حيث تصوير الأشياء كما تبدو فى الواقع أو أقرب .
ويقوم الأسلوب الواقعى على المعالجة الشكلية فى اللوحة لتحقيق غاية الكمال لكل تفاصيلها ويستند أصحابه فى ذلك إلى مفاهيم " أرسطو " التى ذكرها فى كتابة ( الشعر ) وعلى المعايير التى تحددت على هيئة " صيغ عددية " كالقطاع الذهبى Golden Section ويعملون على تحقيق مبدأ الإتساق الذى يصف علاقات التوازن والتناسب والانسجام وإضافة مبدأى الوحدة الزمانية والمكانية فى العمل الواحد ، ففى أواخر القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر نجد كلا من الفنانين " جاك لويس دافيد " و" انطوان جان جرو " و" أوجست جان أنجر " وغيرهم قد اهتموا فى معظم تكويناتهم بالتكوينات التى تمثل حرف ( L ) حيث تسيطر الشخصيات والأشكال على التكوين وتبدو فى الأفق على الجانب الأيسر للوحة بعض العناصر التى تعطى توازنا مع كتلة التكوين اليمنى مثل الحرب والسهام فى لوحة " جاك لويس دافيد " نساء سابين والوباء فى يافا " لأنطوان جان جرو " .