فتعليم التصميم يجب أن يساعد المتعلم فى زيادة قدرته على فهم وتحويل ونقل أثر ماتعلمه من خلال تتابع مجموعة مترابطة من المعارف لتصبح هذه المداخل المعلوماتية من خلال التفكير أسلوبا فى انتاج صياغات تصميمية مبتكرة .
" واستخدام مبدأ ( التفكير فى التفكير ) يتعلق الأمر فيه بالوعى بعملية التفكير ذاتها ، وذلك بمعنى القدرة على أن تتعرف على ماتعرفه وما تفعله ومالا تفعله حين تفكر" ( ) ، وهو أيضاً الوعى بالتخطيط وصولاً الى الأساليب والإستراتيجيات التى تتخذ لحل المشكلات وتقييم كفاءة التفكير ، ذلك لأن تنمية السلوك الذكى يتطلب تنمية قدرات الوعى بالتفكير .
( والتفكير فى التفكير ) كأسلوب علمى هو تنمية لقدرات الطالب على أن يفكر فى التفكير ذاته (مراحله وعملياته ونواتجه) من خلال الوعى والتنظيم والتحكم فى عمليات التفكير ، حيث تجميع العمليات وفق مبادىء ونظم محددة لجمع المعلومات المتاحة وتنظيمها ومتابعتها وتقييمها للإنطلاق بالتفكير .
وهناك دور للمعلومات فى زيادة القدرة ( السعة ) للإرتقاء بمستوى تفكير الطلاب نحو بناء تكوينات معرفية تساعدهم على الإنطلاق نحو التجديد بعيداً عن التفكير التقليدى ، " فيشير ( جوزيف تيفن ) الى أن مفهوم القدرة يعنى السعة (Capacity ) التى تم تنميتها أو المعلومات أو المهارات التى تم بالفعل انماؤها ويعنى ذلك أن القدرة تنمو بالتدريب " .( )
وبذلك يتضح أن التدريب بالقدر الكاف من خلال البنية المعرفية والمهارية التى تقدم بصورة منظمة فى العملية التعليمية تمكن طالب التربية الفنية ( فى مجال التصميم ) من التعامل معها وارتقاء القدرة نحو تخطى حدود المعلومات المتاحة له وإعادة تنظيمها والربط بينها لإكتشاف قواعد بناء متعددة الفهم والتحويل ونقل أثر ما تعلمه الى معارف يستفيد منها عند التطبيق فى صياغاته التصميمية .
" ومن أهم نظريات التفكير ( نظرية جيلفورد للتفكير المتشعب ) والتى طرح فيها جيلفورد مجموعة من الفروض والتصورات المتعلقة بالقدرات الإبداعية تساهم فى تكوين المجال الكلى لعمليات الإبتكار من نظريتة المعروفة ( التفكير العقلى ) " ( )، حيث يمكن أن نربط بصورة مبسطة بين نواتج العمليات العقلية من خلال التفكير ( طبقاً للمعلومات المتاحة ) عند جيلفورد والإرتقاء بالعملية التصميمية بعيداً عن التقليدية فى الأداء من خلال التفكير المعرفى والمعلومات المتاحة فى الذهن واكتسابها واصدار احكام عليها وانتاج أفكار جديدة متنوعة .