المدرسه الرومانسيه ( الرومانتيكيه )
كانت الكلاسيكية تفرظ على الفنان تقاليد معينة في تناولة للموضوعات . كما كانت تقيدة شكليات دقيقة - - فجاءت الرومانسيه ثورة على الفن الكلاسيكي ، وعلى الاصول والتقاليد الفنية المفروضة على الفنان ..حيث تعد المدرسه الرومانسيه ( الرومانتيكيه) معلما على ظهور الانسان الحديث , بكل ما يحوي من افكارمتقلبة و تناقضات , و هي تعتبر حد فاصل بين بين العالم الكلاسيكي و العالم الحديث , انها تعكس بحق و ببساطة ذلك الخط الفاصل بين طراز التفكير السكوني و التفكير الحركي بين العصور القديمة و العصور الحديثة .
فلا تعرف الرومانسيه القواعد المحفوظة او الاساليب الموروثة ، او المشاعر الملقنة ، وأنما هي تعبر عن انطلاق وجدان الفنان ، وتدفق خيالة للتعبير عن الانفعالات النفسية والعاطفية من خلال تعبير فني انساني.
ظهرت المدرسة الرومانسية الفنية في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وفسرت إلى حد بعيد ذلك التطور الحضاري في ذلك الوقت، الذي ابتدأ مع تقدم العلم وتوسع المعرفة.
فالمدرسة الرومنسية لم تظهر بيوم و ليلة و لم يوجدها فنان بعينه و لكنها ظهرت نتيجة للملل الذي بدا يشعر به الفنانون من الظراز الكلاسيكي القديم و بدئو يفكرا تباعا لمخرج من جديد يلبي طموحاتهم و رغباتهم حسب تطور العصر .
لوحه للفنان " جون مالورد " بعنوان " تركيب روماني "
أهم فنانيها :
اتجه الفنان الرومانتيكي إلى التعبير عن ذاته ومشاعره، فظهرت هذه النزعة ليس في الأعمال فقط، ولكن في أقوال الرومانتيكيين، فالفن عن ديلاكروا نشوة منظمة، والتصوير عند كونستابل مرادف للشعور، فنجد أن ديلاكروا وكنستابل أخذا يتحرران من فكرة التظليل شيئًا فشيئًا، موجهين اهتمامهما إلى لغة الألوان بدلا من لغة الظلال والنور؛ فالألوان أحسن تعبيرًا وإبرازًا للشعور والإحساس عند الفنان.
ومن فناني هذه الحركة المصور الألماني فريدريخ الذي كان يقول: "ينبغي للفنان ألا يصور ما يراه خارجه فحسب، وإنما ما يراه داخله أيضا، وإذا لم يرَ شيئًا داخله، فالأجدر به أن يكف عن تصوير ما يراه خارجه، وإلا كانت لوحاته أشبه بتلك الستائر التي لا نتوقع أن نجد خلفها غير مرضى أو جثث موتى".
فنستخلص من كلامهم وأعمالهم أن الفن رؤية ووجهة نظر فيما يدور حولك من أحداث، وما تعيش فيه من مواقف فهو نوع من أنواع إبداء الرأي ولكن بالريشة والألوان.
نماذج من المدرسة الرومانتيكية :
هذه اللوحة للفنان أوجين ديلاكروا وتسمى "أسد يفترس حصانًا"
فلنتتبع من خلالها خصائص المدرسة:
1- إدخال الإحساس والخيال:
فهو لم يكن جالسًا ليشاهد هذا المنظر ويصوِّره؛ ولكنه من وحي خياله يصور الافتراس، وأظهر وحشية الأسد في مخالبه وانقضاضه على الحصان.
2- التعبير عن مشاعر الفنان الخاصة:
من الممكن أن يكون هذا المنظر تعبيرًا عما مرَّ به الفنان في فترة الثورة الفرنسية، وما قبلها وما حدث فيها من عنف وافتراس ووحشية، فعبَّر عنه بطريق غير مباشرة، أو أنه شاهد هذا المنظر حقيقة فتأثر به وبقوة .. وحشية الأسد وخضوع وضعف الحصان.
3- الاهتمام بالألوان:
ترى هنا أن الفنان لم يستخدم الظل والنور بشدة، وإنما عبر بالألوان تعبيرًا قويًّا كما ترى أن الخطوط لم تعد حادة، ولكن يفصل بين جسد الحيوان والخلفية فروقًا من الألوان وليس حدة في الخطوط.
هذه اللوحة للفنان جون كونستابل "منظر لريف إنجليزي"
نلاحظ فيها ما يلي:
1- إدخال الشعور والإحساس:
فقد انفعل بهذا المنظر الطبيعي الجميل، وأحسَّ به، وأخذ في تصويره.
2- التعبير عن مشاعر الفنان الخاصة:
فهي تعطي مساحة للتأمل والصفاء والانطلاق بالبصر إلى الآفاق.
3- الاهتمام بالألوان:
وهنا نرى أن استخدام الظل والنور بطريقة تدرجات الألوان؛ فالأخضر يدور بين الأخضر الداكن.. فالفاتح .. فالأفتح، وأدمج لون الأرض الخضراء في لون السماء الصافية الزرقاء في خط الأفق بين السماء والأرض؛ مما فجَّر تعبيرًا قويًّا وإحساسًا عميقًا جدًا بالألوان في الطبيعة المحيطة به
وكان من أهم وأشهر فناني الرومانسية كل من ( يوجيه دي لاكرواه ) المتأثر في شبابه بالمصور جير يكو فاستمد منه حماسته للتصوير وللأدب الإنجليزي ويتضح إعجابه وتأثره بلوحة"طوف الميدوز" في أولى لوحاته (قارب دانتي و فيرجل) ، فقد صور لاكرواه العديد من اللوحات الفنية ، ومن أشهرها" لوحة الحرية تقود الشعب "،وفي هذه اللوحة عبر الفنان عن الثورة العارمة التي التي ملأت نفوس الشعب الكادح ،وفي هذه اللوحة عبر الفنان عن الثورة العارمة التي التي ملأت نفوس الشعب الكادح ، وصور فيها فرنسا على شكل امرأة ترفع علما ومعها الشعب الفرنسي في حالة أندفاع مثير وبيدها اليسرى بندقية ، وعلى يسارها طفل يحمل مسدسين ، وكأنه يقول لنا أن الغضب يجتاح نفوس عامة الشعب .
كانت اول اعماله دانتي و فرجين في الجحيم ، طريقة استخدامه للون كان لها تاثير على بعض الفنايين و منهم الفنان الاسباني بيكاسيو ، كما أن ديلا كروا قد وجد في مسألة الضوء وانعكاساته على الأشياء ما يفسر حدوث الألوان وتكاملها وحاول إدخال اللون إلى مساحة الظل داخل اللوحة كما في لوحة "نساء الجزيرة" ، وامتاز ديلا كروا بتصوير الخيول العربية ومن أعماله" خيول خارجة من البحر ".
الفنان (جيريكو) فقد صور الكثير من الموضوعات الفنية ، من بينها لوحة كانت سببا في تعريفه بالجمهور ، وهي لوحة غرق الميدوزا ، وهي حادثة تعرضت لها سفينة بعرض البحر وتحطمت هذه السفينة ولم يبق منها سوى بعض العوارض الخشبية التي تشبث بها بعض من بقوا أحياء للنجاة ، ففي هذه اللوحة صور الفنان صارع الإنسان مع الطبيعة
فرانشيسكو جويا :
ولد فرانشيسكو جويا فى 30 مارس 1746 فى قرية أراجون- من أب ريفى .
" ... قصة حياته مليئة بالعواصف و المآسى . ففى مدريد حوالى عام 1766 – واجه العديد من المشكلات الشخصيه والاجتماعيه مما كان يتسبب له فى مشاجرات.. حيث تم وضعه تحت المراقبة من قبل الشرطة ..ولكنه تمكن من الهرب من المدينة و الابحار الى ايطاليا ... فى نهاية الستينات ... بينما كان فى روما أظهر "جويا " اهتماما بحياة الناس الجماعية اكبر من اهتمامه بآثار المدينة العريقة . و مرة أخرى اضطر الى الهرب بسبب مشكلة نتجت عن مغامرة عاطفية .
كانت الحركة الفنية ميتة و لا أمل فيها للانتعاش حتى وصل " جويا " الى مدريد حيث ... عاد الى ساراجوسا فى 1771 و هنا بدأ يغير من أسلوب حياته .. ثم ظهر فى مدريد بعد أربعة سنوات كمواطن محترم و تزوج من شقيقة الفنان " باين " الذى قدمه الى الطبقة الراقية ثم الى القصر وسمح له بعمل بورتريه للملك شارل الثانى. "