الســـــجاد....
ان العصر الصفوي عصر ازدهار السجاد وهي صناعة كانت معروفة في جميع البلاد الإسلامية منذ القرن الأول الهجري السابع الميلادي وقد عثر على قطع عتيقة منها سجل على واحدة منها تاريخها في سنة 102 هـ - 720 م والمعروف أن صناعة السجاد كانت متقدمة بمصر في العصر الفاطمي وكان فيها نوع فاخر يسمى القلمون ولكن إيران اشتهرت اكثر من غيرها بهذه الصناعة وكانت تبريز وقاشان وهمذان وهراة واصفهان أهم المراكز فيها وكانت معظم أنواع السجاد تعقد من الحرير ويعقد البعض من الصوف ومنها أنواع منسوجة من الحرير وأخرى اندمجت فيها أو طرزت بها خيوط الذهب والفضة واشتهرت هذه الأنواع بجودته وقدتها وتميزت باختلاف زخارفها ومنها نوع تتوسط السجادة فيه جامة كبرى ويحتل كل ركن من أركانها ربع جامة ويحيط بها إطار عرض وتنتثر عليها الأزهار بين تفريغات نباتية تجري حولها رسوم الحيوانات ومناظر الصيد وقد تنسج عليها آيات قرآنية ويحتفظ متحف فيينا بسجادة رائعة من هذا النوع يرجع تاريخها إلى منتصف القرن السادس عشر صنعت من الحرير المختلط بخيوط الذهب المتنوع الألوان من أزرق واخضر وبرتقالي وأصفر رسمت فيها على أرضية وردية حمراء أشكال الفرسان ومناظر الصيد في غمرة من الأشجار والأزهار والنباتات
وكانت شهرة السجاد الإيراني ذائعة في دول أوروبا منذ العصور الوسطى وكان جدران قاعات الاستقبال في قصور الملوك والأمراء تكسي بالأنواع الفاخرة منه وقد بلغت هذه الشهرة حدا جعل بعض ملوك بولندا في القرن السابع عشر يوصون بعمل سجاد إيران من الحرير الموشى بخيوط الذهب صنعت خصيصا لهم ورسمت عليها رنوكهم وشعاراتهم البولندية حتى أطلق على هذا النوع من لسجاد صفة البولندي
ومن السجاد الإيراني في العصر الصفوي نوع يمتاز برسوم الزهريات المتنوعة الأشكال والألوان ونوع آخر فاخر وهو الذي سمى خطأ بالسجاد البولندي واشتهر بألوانه الهادئة وبخيوطه الفضية والمذهبة وبرسومه الطبيعية المزهرة المشجرة ومن السجاد كذلك نوع يمتاز بأشكال الحدائق الغناء وبرسومه الطبيعية المزهرة المشجرة ومن السجاد كذلك نوع يمتاز بأشكال الحدائق الغناء فيها الجداول والنافورات وتتخللها الطيور والحيوانات .
وازدهرت صناعة السجاد كذلك في بلاد تركيا والأناضول منذ القرن السادس عشر واشتهرت فيما اشتهر به بسجاجيد الصلاة المزدانة بأشكال الأزهار والنباتات الزاهية الألوان كما اشتهرت بنوع من السجاد تقوم زخارفه على تربيعات هندسية تنتشر فيها وحولها أنواع من الزخارف النباتية وراجت في الأناضول أنواع من السجاد تمتاز بأشكال مناطقها النجمية وجاماتها الصغيرة التي تحشد حوله الزخارف الزهرية والنباتية وتمتاز سجاجيد الصلاة بأشكال المحاريب التي تتوسطها أو تحد الزخارف التي تغمرها الوريدات والأزهار .
وقد تأثر صناعة السجاد في بلاد المغرب في العصور الحديثة بالنماذج الأناضولية التركية وكانت هذه الصناعة رائجة من قبل متأثرة بالنماذج الأندلسية التي كادت تختفي مزدهرة في الأندلس وفي بلاد المغرب منذ القرن السادس الهجري – الثاني عشر الميلادي – بل من قبل ذلك التاريخ .
التصوير في الفن الأسلامي......
قتصر فن التصوير أول الأمر على رسوم زخرفية منها مناظر آدمية وحيوانية رسمت بالألوان على جدران بعض قصور الخلفاء والأمراء مثلما يرى في إطلال قصور قصير عمرو والطوبة وسامراء ونيسابور والحمام الفاطمي بالفسطاط غير أن التصوير في الفنون الإسلامية اكتشف مجاله الحقيقي في تصوير المخطوطات منذ القرن الثالث الهجري – التاسع الميلادي – ومن اقدم المخطوطات المصورة مخطوطة في علم الطب محفوظة بدار الكتب المصرية بالقاهرة وأخرى لكتاب مقامات الحريري ومحفوظة بالمكتبة الأهلية في باريس وهما مزدانتان بالرسوم والصور وتمت كتابتها وتصويرها في بغداد سنة 619 – 1222- وقد لقيت رواجا كبيرا كذلك في ذلك القرن المخطوطات المصورة في بغداد لكتاب – كليلة ودمنة - .
غير أن إيران هي التي تولت قيادة فن التصوير الإسلامي كانت بدايته فيها في العصر السلجوقي ونهض نهضة كبيرة في عصر المغول في أواخر القرن السابع حتى منتصف القرن الثامن – الثالث عشر والرابع عشر الميلادي – وكان أشهر المخطوطات المصورة هي جامع التواريخ الذي ألفه الوزير رشيد الدين في أوائل القرن السابع الهجري وبخاصة الشاهنامة والتي نظمها الفردوسي قبل ذلك بثلاثة قرون والتي أودعتها تاريخ ملوك فارس وأساطير إيران .
وكن الأسلوب الفني في صور هذه المخطوطات المغولية متأثرا إلى حد كبير بالأسلوب الصيني سواء من حيث واقعية المناظر أو استطالة رسوم الأجسام أو اقتضاب الألوان .
وأخذ فن التصوير الإيراني الأصيل يستقر ويزدهر وينال شهرة عالمية في العصر التيموري وبخاصة في القرن التاسع الهجري – الخامس عشر الميلادي - وقد ظهرت في ذلك العصر نخبة من كبار الفنانين الذين اختصوا بتصوير المخطوطات مثل خليل وأمير شاهي وأكثرهم شهرة الفنان بهزاد التي تعد أعماله من أعظم تحف التصوير الإيراني روعة وإبداعا ، وقد تبقت منها مجموعات هامة منها مخطوطة للمنظومات الخمس المحفوظة بالمتحف البريطاني وأخرى لكتاب البستان بدار الكتب المصرية ولا يقل العصر الصفوي في القرن التالي أهمية عن العصر التيموري وظهر فيه عدد من كبار المصورين كانوا من تلامذة بهزاد مثل الشيخ راده وخواجه عبدالعزيز وأفاميرك وسلطان محمد ومير نقاش وترك بهزاد وتلامذته هؤلاء صورا رائعة في مخطوطات تزهي المتاحف العالية بالاحتفاظ بها وبخاصة مخطوطات المنظومات الخمس للشاعر نظامي والبستان وجلستان للشاعر سعدي بالإضافة إلى مخطوطات الشاهنامة وكليلة ودمنة .
وأول ما يمتاز به التصوير الإيراني أنه يصوغ منتظره في مجموعات زخرفية كاملة تبدو الأشكال فيها كأنها عناصر تنبت من وحدة زخرفية وتتجمع حولها أو تمتد وتتفرع ولم يمنع هذا الاتجاه الزخرفي من حرص المصورين على ملاحظة الطبيعة ومحاولاتهم محاكاتها والتعبير في أعمالهم من مظاهر الجمال والحركة فيها كانت ملاحظة الطبيعة ومحاولاتهم محاكاتها والتعبير في أعمالهم من مظاهر الجمال والحركة فيها كانت الطبيعة هي التي تأخذ بمشاعر المصور بسمائها ونجومها وأقمارها وبما تحتويه من جبال وأودية أخرى وأشجار وأزهار وبما أنتجته من رجال ونساء وأطفال وطيور وحيوان . هذا من جهة ومن جهة أخرى كانت العلاقة قوية بين الشعر والتصوير وكان التصوير نوعا من الموسيقى والمصور أشبه بالملحن لكتاب الشاعر ، يضع الشعر المكتوب في أشكال محسوسة ويطبع التفكير والخيال بنوع من الحقيقة والحركات المنوعة
ويعتبر التصوير الإيراني في ألوانه عن هذه الروح الموسيقية وتلك الحساسية الشاعرية فإن الألوان تمتزج في صوره امتزاجا عجيبا بين الزهاء والهدوء وتنسجم انسجام الألحان في المقطوعة الموسيقية بحيث تختلف الألوان في الصورة الواحدة وتتعدد كما تختلف فيها درجات اللون الواحد التي تنبثق من صفاء السماء وتنعكس من أشعة الشمس الذهبية الصافية وهكذا عبر التصوير الإيراني الشاعرية والعاطفة وحاول إن يسجل ما في الطبيعة من حقائق جذابة وما في القلوب من الخيال من نغمات دفينة أخاذة