اللوحة الزخرفية والجدارية- تابع

مع إزياد التوجه نحو الفردية فى الفنون المعاصرة ، وتحرر الفنان من سيطرة المدارس والنزعات الفنية ، والإتجاه للتعبير عن توجهات الفنان الشخصية ، ظهرت الأعمال الفنية الزخرفية بصورة كبيرة وفق رؤى فنية مختلفة بإختلاف خبرات الفنانين وتوجهاتهم وأساليبهم الفنية ، كما أصبح لكل فنان رؤيته وأسلوبه فى صياغة المفردات وبناء العمل الفنى ، ويمكن التعرف على دور اللوحة الزخرفية الوظيفى وتطورها الشكلى والبنائى ، من خلال التعرف على نماذج من اللوحات الزخرفية المبنية على مفردات تشكيلية فى الفن المعاصر ، وبصفة خاصة اللوحات الزخرفية التى تتميز بوجود تطور أو تغير فى الشكل أو الوظيفة ، وعلى ذلك يجب التركيزعلى الأوجه التالية :
ـ تحديد شكل اللوحة ووظيفتها وموقعها والخامات المستخدمة فى بنائها وعناصر ذلك
البناء .
ـ تحديد فكرة اللوحة وأهدافها .
ـ توضيح الأساس البنائى والتكوين المتبع فى إنشائها .
ـ تحديد مدى ظهور أسلوب الفنان فى صياغة عناصرها وبنائها .
ـ دور المفردة داخل اللوحة .














اللوحة الجدارية :

يرتبط فن التصميم / التصوير الجدارى بالعمارة كجزء لا يتجزء من هيكلها البنائى ويشكل دورا هاما كوسيلة اتصال اجتماعية تلعب دورا أساسيا فى تشكيل البيئة الفنية والثقافية للمجتمع وكذلك كمثير فكرى وثقافى لأفراده .

والفن الجدارى سواء كان داخل المبنى أو خارجه ، فإنه يمثل جزءا رئيسيا من أجزاء البيئة المادية المحيطة بأفراده ، والتى يتحقق من خلالها اتصالا مستمرا ومتغيرا مع المجتمع البيئى ، كما أنه من أبرز الفنون التى لها دور كبير كوسيلة لنقل الأفكار والمفاهيم التى تسهم فى تشكيل الوعى الجماهيرى والإرتفاع بمستواه التذوقى الفنى والثقافى .

والفن الجدارى يتضمن جوانب تعبيرية بجانب الأداء التقنى المناسب له مثله كمثل أى فن أخر ، فهو يمثل تعبيرا يعكس روح عصره ، كما يعد الفن الجدارى وسيلة إتصال فنية فعالة تختلف وتتنوع بتنوع الوظائف النوعية للعمارة ـ مؤسسة تعليمية ، مستشفى ، مبنى سكنى ، مبنى ادارى ، مؤسسات تجارية وسياحية ، .... إلى غير ذلك ـ كما أن طبيعة الموضوعات التى يتضمنها الفن الجدارى وكيفية معالجتها ترتبط وطبيعة النشاط الخاص بذلك المبنى المعمارى .






إن اتصال الجماهير باللوحات الجدارية فى الشوراع والميادين العامة وصروح المبانى سواء فى الداخل أو الخارج يحول المدينة إلى معرض تصوير مفتوح ضخم يدخل ضمن فاعليات تكونات الجماهير أنفسهم ، ومثالا على ذلك ما حدث فى الحركة المكسيكية ، حيث تحولت بعض مدن المكسيك إلى جداريات كبيرة ، فالفن الجدارى يدخل ضمن مكونات البيئة المادية أى يتحول النشاط الفنى من حدود التعبير إلى أن يصبح جزء من الأجزاء المكونة لملامح وطابع المكان ذاته وليس لوحة معلقة على الجدار ، بل يصبح الجدار نفسه هو العمل الفنى او بمعنى أخر يصبح العمل الفنى جدارا.