اللوحات الزخرفية كأحد أنواع التصميمات التشكيلية الزخرفية ثنائية الأبعاد ، والتى قد توحى بالبعد الثالث ، تستمد ماهيتها وسماتها وأبعادها ومقوماتها من التصميمات الزخرفية والتى بدورها نبعت من كل من التصميم الجرافيكى Graphic Design وعلم التصميم بأسسه وعناصره البنائية ، وعلى ذلك فقد إصطلح على تعريف اللوحة الزخرفية بأنها التصميم الزخرفى المنفذ من خلال لوحة أو مسطح ثنائى الأبعاد .
أى أنها تعنى .. التصميم الزخرفى الذى يشغل حيز من الفراغ ، ويحقق أبعاد وظيفية جمالية ، ويعتمد فى بنائه على كل من فكرة العمل ، وأساسه البنائى ورؤية الفنان ، وأسلوب صياغاته لعناصر ومفردات العمل لتحقيق فكرته على أساس من عناصر وأسس التصميم والمفردة التشكيلية ـ فى اللوحات التى يعتمد بنائها على مفردات تشكيلية ، إلى جانب الخامات والتقنيات المختلفة وفق شكل وإطار اللوحة المحدد لها .
وبما أن التصميم يختلف عن التكوين فإن اللوحة الزخرفية كأحد أشكال التصميم تختلف عن التكوين الزخرفى ، حيث أنها تخضع لخطة بناء واضحة ومحددة داخل اللوحة وتصاغ المفردات والعناصر على أساسها لتحقيق القيم الوظيفية والجمالية للوحة كعمل فنى يمكن توظيفه .
من خلال تعريف اللوحة الزخرفية يتضح أن مقوماتها تتمثل فيما يلى :
* فكرة أو هدف تسعى اللوحة لتحقيقه :
حيث تنبع الفكرة من وظيفة اللوحة والمكان الموجودة فيه ، ويتحدد على أساسها خطة البناء وكيفيات صياغة الفنان لمفرداته ، فإذا لم يكن هناك غرض فلا تصميم .. فالغرض أو الحاجة يكونان بمثابة البذرة التى ينمو منها التصميم ويغلب على فكرة أو هدف اللوحة الزخرفية تحقيق قيم جمالية أو إظهار قيم مجردة مثل الإتجاه ، الزمن ، المكان ، كما تحقق أهداف نابعة من طبيعة المكان وهى بهذا تحقق أهداف وظيفية جمالية فى آن واحد .
* أساس بنائى محدد :
يعد الأساس البنائى هو الدعامة التى تبنى عليها اللوحة الزخرفية حيث تصاغ عناصرها من ذلك البناء لتحقيق مضمونة ويختلف الأساس البنائى للوحة الزخرفية بإختلاف الفكرة أو الهدف الذى تسعى لتحقيقه ، فالفنان ما هو إلا مصمم يمتلك خطة عمل ومن خلال الخامات والأدوات يقوم بترتيب العناصر التى يستمدها من موضوع العمل ذاته ، حيث يترجم الموضوع إلى عناصر فنية ، ويبدأ فى صياغتها بأسلوبه الخاص داخل بنائية التصميم ، تلك البنائية التى تحتاج إلى ضبط وتحكم وتنظيم من خلال الأسس والقواعد والمنظومات ، وذلك لتحقيق القيم الفنية .
* رؤية وفكر الفنان فى بلورة الفكرة وصياغتها وإستخدام التقنيات المختلفة:
إن رؤية الفنان ووجهة نظره هى ما يطبع على اللوحة سمة الخصوصية والتفرد ، ويعتمد نجاح اللوحة الزخرفية على مدى قدرة الفنان على بلورة فكرتها من خلال كل من الأساس البنائى والعناصر المستخدمة فى البناء بأسلوب واضح ومتفرد ، حيث أن كل الصياغات لا تصلح لكل المضامين الأيديولوجية ، كما أن الصياغات لا تصلح لمعظم التقنيات بل تختلف حسب كل تقنية ، وقد يستطيع المصمم الناجح السيطرة على تلك المقتضيات للوصول إلى صيغ جمالية لها خصوصيتها .